يمكنك أن تجعلي شهر رمضان هو الشهر الذي تحسنين فيه مستوى علاقتك مع زوجك وأبنائك، فرغم أن هذا الشهر يأتي في أجواء حارة وقد تكون الأعصاب مشدودة والحالة النفسية متعبة، ولا يستطيع أحد أن يتحمل أحد، إلا أنك يجب أن تكوني قادرة على إحتواء الجميع والإرتقاء بمستوى التعاملات في المنزل حتى لا تضيع الحسنات سدى والجميع في أمس الحاجة إلى تحصيلها.
في البداية لابد أن تبذلي قصارى جهدك في رمضان حتى تكوني أكثر لطفا مع زوجك، وعليك في الوقت نفسه أن تشجعيه بلطف وبذكاء على أن يكون أكثر حنانا عليك وعلى أبنائكما، ولن يتحقق ذلك إلا بأن تبدأي بمكافأته معنويًّا وحسيًّا على أي تقدم يفعله مهما كان بسيطًا، مع الحرص في الوقت نفسه على الإبتعاد عن التشنجات والصراخ ولغة الأوامر، والتقرب إلى الله بالتودد إلى الزوج والتحبب إليه.
لا تتصوري أن شهر رمضان يجعل مجال إكتساب الحسنات بالنسبة لك كامرأة مسلمة هو الصيام والصلاة وقراةء القرآن فقط ونسيان الزوج، بل إن عدم إرضاء الزوج في شهر رمضان كفيل وحده بأن يطيح بكل صلاة القيام والتهجد الذي تتصورين أنه يوصلك إلى باب الجنة فطاعة زوجك وإرضاؤه يظلان الباب الرئيس للجنة بالنسبة إليك حتى في شهر رمضان.
وتذكري أن هذا التودد للزوج هو من صفات الحور العين وهن نساء الجنة فلتحاولي التشبه بهن بالقول وباللمسة الحانية وبحسن المظهر، وتتجاهل أي إستجابة قد تكون غير منطقية أو مقبولة من الزوج لعدم إعتياده ذلك، ولظنه أنك كزوجة إنما تناورين بهذا اللطف لتحقيق مطلب شخصي أو ما شابه ذلك خاصة وأن إحتياجات المنزل تزداد في هذا الشهر الكريم.
ولكي تنجحي في إرضاء زوجك حاولي أن تداومي على فعل ذلك الأسلوب اللطيف الحنون طوال شهر رمضان بدأب وبتدرج وستحصلين على نتيجة رائعة، مهما كان عمر العلاقة الزوجية ومهما بلغت حدة الخلافات، يمكنك أن تجعلي من هذا الشهر العظيم بداية لتفريغ تراكمات سلبية عبر السنوات.
حاولي في شهر رمضان أن تنسي القناعة التي ظللتي تحتفظين بها في داخل قلبك وهي أن زوجك لا يستحق، وحاولي بصدق أن تتناسي الرصيد الهائل من المشاحنات، بل وبعض الكراهية المكبوتة لتصرفاته وطباعه، وتذكري أن الزوجة الذكية يجب عليها أن تنأى بنفسها عن هذه الخسائر المتلاحقة، وأن تنتهز فرصة رمضان للتودد إلى الزوج بحسن مراعاة أموره في نهار رمضان والتغاضي عن هفواته وبعض الصغائر التي تصدر منه.
إبذلي قصارى جهدك في إعطاء الزوج حقوقه كاملة وعدم التعلل بالعبادة، واعملي على تحسين مستوى تجاوبك العاطفي معه في اللقاء الحميم في ليل رمضان، لأن هذا سيزيد من إمكانية ترميم أوجه الصدع في علاقتكما، وإن طالت، فالواقع يشهد بأن كثيرا من الأزمات تبدأ بسبب فشل العلاقة الحميمة.
وفي رمضان تزداد قدرتك على إحتساب الطاعات والأمل في وجه الله تعالى أن كل طاعة مقبولة ستقود إلى عبادة أخرى تكون مقبولة وهكذا، وإنطلاقا من هذا الإحتساب إعملي على إحتواء زوجك حسيًّا واستعيني بالذكاء الأنثوي الذي يدفعك إلى التصرف برقّة ونعومة والتحلي بالمظهر النظيف والجذاب ولا تتعللي بأنك في رمضان تكوني محملة بأعباء وضغوط إضافية.
تذكري أيتها الزوجة المسلمة أن شهر رمضان لا يعطيك الذريعة لكي يعلو صوتك في المنزل، ولا يقدم لك المبرر حتى يتجهم وجهك أو يترهل جسدك بسبب البدانة، أو أن يكون الزوج مضطراً أن يراك ترتدين الملابس المكررة الخالية من الألوان المشرقة والبعيدة عن التصميمات الشبابية المبهجة.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المراة.